عندما أصيب الشناوي حارس مرمى المنتخب الوطنى العملاق أثناء بطولة كأس الأمم الافريقية التى اقيمت فى الكاميرون، كانت اصابته بمثابة الصدمة لعشاق المنتخب، ووضع معظم الناس من خبراء الكرة ومن مشجعيها العاديين أياديهم على قلوبهم، ووصل الأمر ببعضهم إلى الدخول فى حالة من الحزن واليأس والقنوط، وبرز السؤال عن مصير منتخبنا الوطنى بعد إصابة حارسه المتميز وهل سيستمر فى المنافسة أم سيعود مبكرا إلى القاهرة الهادرة؟!
تسلم أبو جبل حراسة مرمى منتخب مصر بدون تخطيط أو سعى منه، وفقط بحكم انه الرجل الثانى فى قائمة حراس المنتخب أو لنقل إنه النائب الأول.. أجاد أبو جبل وتعملق وتفوق على نفسه، وكان سببا رئيسيا فى وصول المنتخب للمباراة النهائية، بل كان سببا فى أن المنتخب كان قاب قوسين أو أدنى، أو بالأحري على بعد ركلتين للفوز بكأس إفريقيا، وكان أبو جبل نفسه قاب قوسين أو أدنى من الفوز بكأس أفضل حارس فى بطولة الأمم الافريقية، مع قليل من الانصاف والتجرد.
والحقيقة أن أبو جبل والشناوي قدما لنا العديد من الدروس التى يمكن الاستفادة بها فى حياتنا العامة.. فما حدث أثبت - بما لا يدع أي مجال للشك - الأهمية البالغة لإفساح الطريق للصف الثانى وتدريبه بإخلاص، حتى يكون قادرا على تولى المسؤولية متى طلب منه ذلك أو متى استدعت الظروف ذلك.
ليس من حق أي إنسان يتولى مسئولية ما ويجلس على كرسى ما، أن يعتبر هذا الكرسى ملكا خاصا له لا يجوز لأحد آخر أن يجلس عليه أو حتى يقترب منه.. وأن على كل من يتولى مسؤولية ما ويجلس على كرسى ما، أن يؤمن إيمانا صادقا بحكمة : لو دامت لغيرك ما آلت اليك
إن التداول وتتابع الأجيال سنة الحياة، فمنتخب مصر الوطنى استمر وبقى بعد اعتزال أساطير مثل الشاذلى ومصطفى رياض وحمادة امام وعادل هيكل والسياجى ومحمود الخطيب وغيرهم وغيرهم.. وتتابعت أجيال المنتخب وأخرجت الملاعب أساطير جديدة من عينة أبو تريكة وبركات وحازم إمام ومن قبلهم ثابت البطل وإكرامى وجمال عبدالحميد ومن بعدهم عصام الحضري ومحمد صلاح وزيزو وغيرهم وغيرهم.
يبقى القول أن رد فعل الشناوي تجاه تألق أبو جبل أعطانا درسا فى الإيثار، وأن الرجال بحق يعرفون قيمة الرجال.
الخلاصة، الدنيا لا تتوقف على إنسان مهما كان، فالحياة تستمر والأجيال تتتابع، والمهم وجود قواعد راسخة وشفافة لتسليم وتسلم الراية من جيل لجيل ومن مسئول لمسئول.
فتحية للشناوي وأبو جبل ومحمد صبحى حارس المنتخب، الثالث الذى ساهم بقدر فى حراسة عرين المنتخب ووصوله إلى المباراة النهائية.
-------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج